ثم نسمع من القرآن ما لا يشبع منه مسمع، لنعرف القاعدة الصحيحة للتمييز بين الوجوه، {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ. ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ} . مسفرة: مضيئة من الفرح {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ. تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} . قترة: ظلمة، من هم هؤلاء؟ تجيب الآية، {أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ} .
هذه هي قاعدة التفريق والتمييز عندنا نحن المسلمين، قاعدة تطبع الوجوه بطابع العمل الرباني، وليس ببشرة تتلون في دنيا التلون.
وليس لغيره ننظر
ووجه الله غايتنا
لحقا وجهه مغبر
ومن عن ربه يعرض
بهذا وحده نفخر
فبالتوحيد وحدتنا
يفرق بينه المظهر [2]
ألا سحْقا لمجتمع
وفي أواخر هذا الباب نورد مجموعة وقائع تاريخنا العاطر ابتداء من عصر النبوة فما بعد لمن أراد المزيد، حيث ما مضى من حديثنا المطول كان كله قائما على أرفع الأدلة، وأيقن مقال، وهو القرآن الكريم، وأورد الآتي من غير تعليق.
1- من قول الرسول صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع:
"ليس لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أبيض، ولا لأبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى"، (ابن هشام) .
2- بلال الأسود جدا، رضي الله عنه، قال له الرسول صلى الله عليه وسلم يوما: "يا بلال ما دخلت الجنة إلا وسمعت دف نعليك بين يدي، فما تصنع في الإسلام؟ فقال: لا شيء يا رسول الله غير أني كلما توضأت صليت ركعتين بعد الوضوء" رواه البخاري، وأصبحت ركعتا بلال سنة في الإسلام أقرها النبي صلوات الله عليه.