لقد مضى سني الوظيفة كلها كاتبا صغيرا، يتلقى تعليمات رؤسائه في تنظيم الجداول، أو نسخ القوائم بدقة، كأنه الآلة الحاسبة لا يعتريها الخطأ إلا بمقدار ما تخطئ يد العامل في تحريك أرقامها. فطبيعي إذن أن يجد في مجتمع الطريقة وفي ظل الشيخ ذاته ما ينقذه من الخلل الذي كاد يستولي على وجوده عقيب انتزاعه من عمله المألوف.. ومن هنا جعل أنسه يزداد اطرادا بنسبة اندماجه في ذلك الجو، وباتت ثقته بكرمات الشيخ تتضاعف على أساس تصاعدي من النسبة نفسها..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015