ومنهم من يقر للنبي - عليه الصلاة والسلام – بالنبوة، ولكنه يقول: إن الخلافة كانت حقاً لعلي – رضي الله عنه – فلما عدل بها الصحابة إلى أبي بكر رضي الله عنه، كفروا بذلك – في زعمهم – حيث جاروا وظلموا- في زعمهم- بعدولهم بالحق عن مستحقه، وبالتالي كفروا علياً، لعدم طلبه حقه، فبنوا على ذلك رد الأحاديث كلها، لأنها- عندهم في زعمهم - رواية قوم كفار، كما تقدم وهذه القاعدة الكفرية الواهية في نفس الوقت، هي أساسهم في رد أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأخيراً أطلق أتباع هؤلاء من المتأخرين على أنفسهم بأنهم (القرآنيون) أي العاملون بالقرآن، المستغنون به عن السنة، هذا تفسير كلمة (القرآنيون) حسب (رغبتهم) ، ولكن التفسير المطابق لواقعهم، أنهم المخالفون للقرآن، المتبعون للهوى، وهذا أشبه بإطلاق كلمة (القدرية) على نفاة القدر، لأنهم في الواقع مخالفون للقرآن، خارجون عليه، كما خرجوا على السنة، لأن القرآن يدعوا الناس إلى الأخذ بالسنة إيجاباً وسلباً، إذ يقول الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ، ولا يتم الإيمان بالقرآن، إلا بالإيمان الصادق بمن أنزل عليه القرآن، والإيمان به إنما يعني تصديقه في أخباره إتباع أمره ونهيه. وقد ذكر الإمام السيوطي في رسالته اللطيفة (مفتاح الجنة في الإحتجاج بالسنة) ، قاعدتهم هذه ثم قال مستهجناً ومستقبحاً:"ما كنت أستحل حكايتها لولا ما دعت إليه الضرورة من بيان أصل هذا المذهب الفاسد، الذي كان الناس في راحة منه من إعصار "إلى أن قال:"وقد كان أهل هذا الرأي موجودين بكثرة في زمن الأئمة الأربعة، وتصدى الأئمة وأصحابهم للرد عليهم في دروسهم ومناظراتهم وتصنيفاتهم " [41] ، ثم ساق من نصوص كلامهم الشيء الكثير، وقد سبق أن نقلنا من كلام أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم، ما يكفي لمعرفة موقف أهل السنة من أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام،