هذا ما يروجه أنصار الحل السلمي, وهو استمرار للتفكير التضليلي الذي يزعم أن الحرب تكسب خلال سباق التسلح مع أنه ليس فيهم من يدّعي أن العرب سيحصلون على سلاح لا يمكن لإسرائيل أن تحصل عليه, وواضح من سباق التسلّح أن إسرائيل تتفوُّق دائما مع ظهور احتمال الوصول لتسوية دولية تفرض حضراً على تصدير الأسلحة للشرق الأوسط. ومن ذلك يتضح أننا نخسر عسكريا كلما مر الوقت؛ لأن قوات إسرائيل تصبح أكثر دراية بالأرض المحتلة, وتستكمل معدات أحدث من إمريكا, وفي كل يوم يتضح أنه لا سبيل إلى النصر إلا بأن ندخل عنصرا لا تستطيع إسرائيل استيراده وهو الشعب والأرض, فنقاتل بكل الشعب وعلى كل الأرض. ولكن سياسة الحل السلمي تهدف إلى منع الشعب من خوض المعركة؛ لأنه بصراحة توجد نظم تخشى شعوبها أكثر مما تخشى جيش إسرائيل.

إذن هل تعتقد أن العمل الفدائي هو الطريق السليم لتحطيم استسلامية الحل السياسي, وإدخال كل الشعب وكل الأرض في المعركة؟ وهل في إمكان الفدائيين أن يزيلوا إسرائيل من الوجود؟

مؤكد أن العدوان الإسرائيلي الآن قد أصبح من الوضوح بحيث لا يمكن حصره داخل نطاق الحدود الفلسطينية فمصر محتلة..وسوريا محتلة..وعندما نتحدث عن العمل الفدائي فإننا نتصوره (فلسطينيا وسوريا ومصريا) , ولكن لأنه ليس للفلسطينيين حكومة ولا يتمتعون بنظام ثوري فقد كانوا السابقين إلى حمل السلاح لتحرير أوطانهم. والخطر الحقيقي الذي تخشاه القوى الاستعمارية من نشاط الفدائيين يكمن في حتمية امتداده ليفجر الثورة المسلحة في الوطن العربي ضد الاعتداء الإسرائيلي, وضد الذين يحمون هذا الاعتداء بمنعهم الشعب بمقاتلته. وإن تصوري للمستقبل هو أنّ الحركة الفدائية الفلسطينية ستفجِّرُ الثورة العربية التي بدورها ستحرك البركان الإسلامي القادر على أن يدكّ إسرائيل, ويحرق كل عناصر الضعف والانهيار والهزيمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015