ومعلوم أن الحج المبرور يمحو الخطايا، ويغفر الذنوب قال عليه الصلاة والسلام: "من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه" حديث صحيح وهكذا يعود الحاج وهو أنقى صفحة وأطهر قلباً، وأسهل للخير قوداً، وأبعد عن الشر قصداً ولا شك أن الذنوب تثقل الكاهل، وتسود القلب، وتضعف العزيمة، وتشل الحركة المباركة، فإذا تطهر المسلم منها نشطت همته، وتوجهت إلى العمل الصالح إرادته، فكان أكثر ما يكون بذلاً وعطاءً.
كما أن الحج يتيح للمسلم مشاهدة تلك الأراضي المقدسة التي شع منها نور الإسلام، وارتفع فوقها علم التوحيد، وتعطرت أجواؤها بالدعوة النبوية. وهذا مما يقوي الإيمان ويمتن العقيدة. والمسلم في حاجة ماسة لذلك لأن الفتن الهائجة لا يكاد يخلو منها زمن، أو ينجو منها وطن، والإيمان أقوى سلاح يستطيع به المسلم مواجهة الموجات المادية والهجمات الاستعمارية ورياح الأفكار الإلحادية، فالإيمان هو حصن الأمان وسفينة النجاة وقارب الخلاص فما أحرى المسلم أن يتفقد إيمانه بفعل كل ما يقويه ويعلى أسواره من الصالحات وترك كل ما يضعفه ويهيض جناحه من المعاصي والموبقات.