وأما صفة الشمول والخلود فإنه ما من شيء يقرب إلى الله إلا دلّ الرسول صلى الله عليه وسلم أمته عليه, وما من شر إلا حذّرها منه، وقد أخرج مسلم في صحيحه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قيل له: "قد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة قال: فقال: "أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول أو أن نستنجي باليمين أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار أو أن نستنجي برجيع أو عظم"، وهي صالحة لكل زمان ومكان وعامة للجن والإنس ليست لقوم دون قوم كما قال صلى الله عليه وسلم في بيان خصائصه: "وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة", وقال صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار" رواه الإمام مسلم في صحيحه، وقال صلى الله عليه وسلم: "لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي" قال ذلك لما رأى مع أحد أصحابه أوراقاً من التوراة ينظر فيها. وإذا نزل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان من السماء فإنه يحكم بشريعة الإسلام التي خاتمة الشرائع.