والنظام السياسي في القرآن الكريم، نظام مستقل متميز. لا تنطبق عليه المصطلحات التي تتردد في قواميس السياسة المعاصرة، فهو ليس ديمقراطيا ولا دكتاتوريا، ولا إمبراطوريا، ولا اشتراكيا، ولا رأسماليا.

"وليس مما يرفع شان الإسلام أن نطلق عليه مثل هذه الأسماء والمصطلحات لأن الإسلام نظام متميز مستقل له من مبادئه ونظمه في السياسة والحكم ما يستطيع أن يفاخر به سائر الأنظمة التي عرفها الإنسان" [31] .

والواقع أننا لسنا في حاجة إلى الدخول في تجارب أنظمة البشر لأن هذه المذاهب عجزت عن حل مشاكل الناس.. وعلينا أن نجرب الحكم بالقرآن، ونمشي بنظام سياسة الإسلام.. وفي ذلك النجاح. كل النجاح، والفلاح كل الفلاح.. ولعلنا نبدأ في التجربة بدلا من التخبط في المنطق الجدلي ((الديالكتيك)) والتحليل المادي للتاريخ. وحتمية الصراع الطبقي.

إن النظام الإسلامي يقوم على أساس الإيمان بالله، ويستمد نظرته إلى الكون والإنسان والحياة كلها من هذا الإيمان.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] الحجر: الآية رقم 9.

[2] انظر: الثقافة الإسلامية من بعض زواياها ص69 طبع كراتشي ((مجموعة بحوث نشرتها الأمانة العامة لمؤتمر العالم الإسلامي)) .

[3] انظر: التاج الجامع للأصول. الجزء الأول ص14. رواه البخاري ومسلم.

[4] انظر: أطوار الثقافة والفكر. للأستاذ علي الجندي وآخرين. ص337 طبع الأنجلو مصرية.

[5] سورة آل عمران: الآية رقم 103.

[6] انظر: تفسير المنار. الجزء الرابع. ص20 الطبعة الأولى.

[7] راجع: تفسير القرآن. للقرطبي. الجزء الرابع ص159.

[8] سورة المائدة. الآيتان 15، 16.

[9] انظر: تفسير المنار للشيخ رشيد رضا. الجزء السادس صلى الله عليه وسلم 403.

[10] سورة الأنبياء: الآية رقم 30.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015