إن الإسلام دستور كامل أسعد البشرية يوم أن استظلت بظلاله، ويسعدها اليوم إن هي التزمت أحكامه وارتضت قضاءه؛ ففيه السياسة والاقتصاد والحرب والسِّلم والسلوك والاجتماع والروح والمادة وجميع ما يحتاج إليه بنو الإنسان في حياتهم، إن الإسلام من وضع خالق البشر، العليم بما يصلح شأنهم ويقوّم معوجهم ويسعد جماعتهم، وينهض بهم إلى أسمى درجات السعادة والرقي؛ لذلك أودعه كل ما يحتاجون إليه في معاشهم ومعادهم، قال تعالى: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} . ولله درّ القائل:
وتبددت بجيوشها الظلماء
بالمصطفى الهادي تألق صبحنا
وعلى الأمور يسيطر الجهلاء
قد جاء والإلحاد في طغيانه
فيها لمن يبغي العلاج شفاء
فأقام بالتوحيد أعظم ملة
هي للوجود الكوكب الوضاء
وهي للحياة سدادا ورشادها
هي في الهجير الروضة الغناء
هي للشعوب بلا سم لجراحها
وبغيثه جدب الحياة رخاء
دستورها القرآن فاض هداية
للمسلمين العزة الشماء
في هرم الزمان ولم يزل في هديه