ثم يؤكد سبحانه وتعالى تلك الأوامر التي شملت أنواع التكاليف فيقول: {فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} فقوله سبحانه: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} تأكيد لقوله في صدر الآية {ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} . وقوله: {وَآتُوا الزَّكَاة} تأكيد لقوله: {وَافْعَلُوا الْخَيْر} لأن الزكاة أظهر معاني الخير، والعصمة معناها المنعة.
فقوله سبحانه: {وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ} أي امتنعوا بالله وبحبله وهو قرآنه: امتنعوا من أن تقعوا فيما يغضبه.
أو اعتصموا بدلائله العقلية والسمعية التي ساقها لكم في تلك السورة حتى لا يجد الزيغ والشك والضلال إلى قلوبكم سبيلا.
يقول القفال: "اجعلوا الله عصمة لكم مما تحذرون".
ويقول ابن عباس: "سلوا الله العصمة من كل المحرمات".
وإنما تلجئون إليه ليعصمكم لأنه مولاكم وسيدكم والمتصرف فيكم. والذي يتولاه ربه وينصره فلن يذل ولن يشقى.
وفي الدعاء المأثور: "إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت".
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين.