أما بعد: فمن المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن هذا العمل المذكور في السؤال منكر وظلم للشعوب بل ظلم للبشرية جمعاء ولا يجوز لأية دولة إسلامية أو غيرها أن تقوم بذلك لأن التعقيم للرجال والنساء ظلم عظيم يترتب عليه فساد كبير وعواقب وخيمة وهو مخالف للأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ومخالف للفطرة التي فطر الله عليها العباد ومخالف لما تقتضيه العقول الصحيحة التي ينشد أربابها المصلحة العامة للبشرية وإذا كان ذلك مع المسلمين ففيه من المضار العظيمة تقليل عددهم ضد عدوهم ومخالفة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أرشد فيها إلى الأخذ بأسباب كثرة النسل وقال إنه مكاثر بأمته الأمم يوم القيامة وفي ذلك من الفساد أيضا تقليل من يعبد الله وحده ويدعو إلى شرعه ويعين على إقامة العدل في الأرض وبالجملة فالتعقيم المذكور من أقبح الظلم وقد قال الله عز وجل في سورة الفرقان: {وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة" والأدلة على تحريم هذا التعقيم وأنه من أنواع الظلم المحرم فعله من الكتاب والسنة كثيرة جدا، فنسأل الله أن يهدي من فعل هذا الفعل المنكر إلى الرجوع إلى الصواب. وأن يوفق المسلمين في كل مكان لما فيه عزهم وجمع كلمتهم على الحق ونصرهم على من خالف أمر ربهم إنه سميع قريب وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

الرئيس العام

لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015