وأنت نفسك الذي ينبغي أن تنظم هذا الجدول، وأن توزع ساعات قراءتك ودراستك على موادك العلمية المقررة، ولا يستطيع أحد غيرك أن ينظم هذا الجدول لك، لأن الساعات التي تجعل للدراسة تطول وتقصر حسب قدرة الطالب عليها، واستعداده لها، ورغبته فيها، فأنت أدرى بقدرتك واستعدادك وما عندك من رغبة وإقبال.
ومهما يكن من أمر فإني أنصح لك ألا تقلّ ساعاتك التي تتفرد بالدراسة عن أربع ساعات كل يوم، على أن يفصل بينها وليس منها أوقات عبادتك وطعامك وراحتك، ولا تنس أن توفر لنومك الهادئ المطمئن ساعات كافية وافية.
على أن الدراسة ليست بكثرة الساعات ولكن بمقدار ما تفيد وتنفع، فهناك طلاب يضطرون إلى أن ينفقوا بعض أوقاتهم في أعمال يكسبون بها الرزق ولا يخصّون الدراسة إلا بساعات قليلة، ومع ذلك تراهم يفوقون طلابا متفرغين للدارسة ليس لهم ما يشغلهم عنها.
وهناك طلاب أذكياء يقرءون بسرعة ويفهمون بسرعة، وهناك طلاب متوسطو الذكاء قراءتهم بطيئة وفهمهم بطيء، وهناك طلاب يدفعهم حب الامتياز والتفوق إلى أن يخصوا دراستهم بسبع ساعات أو ثمان كل يوم.
والذي أنصح به أن يكون جدولك الدراسي عمليا واقعيا يمكنك تنفيذه والسير عليه دون أن تنفق كل ما لديك من نشاط وطاقة، فإن المنبتّ لا أرضا قطع ولا ظهر أبقى.
ولا ريب أن الاستمرار في القراءة والدراسة دونما فترات راحة، يجلب التعب والإرهاق، ويبعث الملم والسأم، ويضعف القدرة على الفهم، وقد أثبتت التجارب أن الطالب الجامعي لا يستطيع أن يظل محتفظا بنشاطه الذهني وأن يحصر انتباهه في موضوع محدد، مع قدرة الفهم والهضم، لا يستطيع ذلك أكثر من خمسين دقيقة.
ولقد توصل علماء النفس والتربية بعد إجراء تجارب كثيرة في ميدان توقيت عملية التعليم إلى النتيجة التالية: