ولو نظرت إلى قطرات الحبر أبصرت الحياة تتدفق وتتألق, ورأيت الضياء والبناء للحياة في مباراة حتى تبلغ الحياة قمة اكتمالها إيمانا وأمانا.
أظنك الآن تشتاق معي لتقرأ شعره, وهاأنذا أنقله لك حيث يقول:
وأمات اليراع خطبا مثارا؟
كم أثار اليراع [19] خطبا كمينا
فأسالت من الدِّما أنهارا
قطرات من بين شِقّيْهِ سالت
وغصون الخلاف [20] تزهو ثمارا
هو إن شعّ فالليالي ابتسام
وعقول الأنام تكبو انهيارا
وهو إن غضّ فالنفوس حيارى
حين يُسقى الدُّجى فيغدو نهارا
كان غصنا فصار أنضر عود
وبناء في سنِّة تتبارى
هكذا تبصر الحياة ضياءً
وإلى هنا - يا صديقي - نكتفي بهذه القطرات، لنلتقي بها مرة أخرى في رحلة مع قطرات ضوء جديدة سعيدة إن شاء الله.
قلت: ولكن هناك قطرات ولقطات تنتظر الأضواء.
قال القلم: نعم, وموعدنا مع رحلات آنية, تتعدَّد وتتجدَّد.
قلت: هذا لك, وإني لمنتظر رحلتك القادمة, فإلى اللقاء يا قلمي الحبيب.
قال القلم: إلى اللقاء, وأنا عند موعدي بمشيئة الله يا صديقي العزيز.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] مسند الإمام أحمد بسنده, والترمذي بسنده، وقال: "حديث حسن صحيح", وأحكام القرآن للقرطبي الجزء 18 ص 225.
[2] ابن كثير المجلد الثالث ص532 رواه عن ابن جرير.
[3] الآية 144 من سورة آل عمران.
[4] اللخاف: جمع لخفة، وهي الحجارة البيض الرقاق.
[5] ديوان البحتري. قصيدته في مدح المتوكل.
[6] شذرات الذهب ج2 ص78.
[7] شباته: حده.
[8] نجيها: سرها.
[9] لعاب الأفاعي: سمها – الأرى: العسل – اشتارته: جنته – العواسل: جمع عاسلة وهي التي تجني العسل.