والتجمعات الكشفية.. التي لم تبلغ حد القانون الفطري الكوني: هي تجمعات قاصرة عن الهدف المنشود, لها أشكالها.. وأنماطها حسب المشرِّعين الوضعيين.. فهي لا تتجاوز حدود أفكارهم الضيقة التي لا تتواءم مع الجماعة الإنسانية كما يتوخاها الفكر الإسلامي، إذ أن قانون تجمع الإخاء الإسلامي ينظر - حسب المقياس الإلهي الفطري - إلى النماذج المتعددة على أنها مختلفة متفاوتة في مقوماتها وأبعادها التي تحدد فيها التجمعات الأبعاد بمختلف صورها وأنماطها. أما قانون التجمع المحدود، فيستقي مقايسه من القوانين الوضعية التي يعطيها درجة واحدة من قيمة الأهداف الإنسانية المزعومة.
بناء على ما تقدم.. فإني أستطيع القول أن أبعادا معينة لا بد أن تكون لفكرة حركة تجمع الإخاء الإسلامي.. وتلك الأبعاد هي:-
الفكرة الإسلامية التي قامت عليها التجمعات (الإخاء) بمفهومه الإسلامي المشرق {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ، و"..المسلم أخو المسلم"ولما لهذا المعنى من إيحاءات رائعة يجسدها اللقاء الروحي الخالد: "الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف".
1- البعد الأول:
تأخذ تجمعات المؤاخاة الكشفية في الإسلام، في حدودها واتساعها، ونطاقها، معنى واسع المؤدي.. فتمتاز باللقاء الروحي الحالم. إنه واحد يعبد، جنسيات مهما تباينت عرقا.. ولونا.. وانتماء تلتقي وفكرة التوحيد الفذة، ومؤاخاة تعجز كل معاني الصداقة المصطنعة أن تصل لظلال المعاني لهذه الكلمة.. أو.. لأصلها.. "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، و {يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةْ. هذا المفهوم يعجز المجتمع القاصر أن يحققه بمفهوم الصداقة المصطنعة.. فلا معسكرات للبيض.. وأخرى للسود.. ولا نفور.. ولا تقزز.
2- البعد الثاني: