د _ يتميز بالاحتماء بالجماعة والشعور بالأمن في ظلها, أو بالذوبان وتميع الجرم وإمكان الهرب من خلالها. وهذا ما يطلق عليه (غريزة القطيع) .

وتتخلص سمات هذه الجماعة في:

_ أنّ أفرادها يشعرون ويفكّرون ويعملون بطريقة تخالف الطريقة التي يشعر ويعمل ويفكر بها كل فرد على حدة.

- وأنها تندفع إلى العمل بدون رويّة.

- وأنها متقلبة، تنتقل في الحالات الشعورية من حاله إلى ضدها.

- وهي متعجلة، لا تقبل وجود عوائق تمنعها عن أهدافها وهي شديدة التقبل للمؤثرات الانفعالية: تصدقها سرعة وتعمل بوحيها.

- وهي شديدة الانفعال تتطرف في عواطفها وتستجيب للعواطف الملتهبة بسهولة، وتنتقد الاعتدال والتروي، ولا تستطيع أن تتوسط بين عاطفتين: فإما أن تندفع إلى السيطرة، أو إلى الانقياد في مغالاة، ولكنّها تميل إلى المحافظة، وتكره التجديد.

- وهي تفضل البسيط من الأفكار والأقوال ذات المستوى المنطقي السطحي، والتي تعتمد على الصور الذهبية الواضحة. ومن الصعب على الجماعة أن تغير رأيا ارتأته بسهولة، ولذلك فإنها تتعصب للرأي إذا تصطنعه وتعتقد بصحته اعتقادا أعمى..

ويرى جوستاف لوبون: أن الجماعة تؤثر في الفرد، فتغيّر من صفاته الذاتية حتى يسهل اندماجه في الجماعة، إذ تسلبه الشعور بالمسؤولية الجماعية, وتزيد من قابليته للتأثر والإيحاء، ولهذا فإنّ الفرد داخل الجماعة يغلب عليه الانقياد والاندفاع، وسهولة التأثر بالإيحاء، وضعف القدرة على التفكير المنطقي الموضوعي، والنقد النزيه". [1]

وهذه الصورة التي رسمناها للجماهير ذات العقل الجمعي, نراها واضحة في أي تجمع جماهيري لأي سبب من الأسباب، تجتمع بسرعة وتنقض بسرعة، تتآلف عندما يجمعها حب الاستطلاع، وتتفرق عندما يهددها أمر كريه, وهي في جميع حالاتها بالصورة التي رسمناها توجد في التجمعات التلقائية: كالتظاهرات والمسيرات وغيرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015