وعندما انتقم الله من قوم لوط عذبهم بحجارة من سجيل، وسجيل حجارة من طين طبخت بنار جهنم. عدا جبريل على قريتهم فقلعها من أركانها، ثم أدخل جناحه، ثم حملها على خوافي جناحه بما فيها، ثم صعد بها إلى السماء، حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم، ثم قلبها ثم إن الله طمس على أعينهم، وأمطر عليهم حجارة من سجيل، وفي ذلك يقول العزيز العليم: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ} سورة هود الآية 82.
وهذا مثال آخ من تعذيب الله الناس بالحجارة فحينما قصد أصحاب الفيل من الأحباش تخريب الكعبة، أرسل عليهم العزيز الجبار جماعات من الطير في أعداد مهولة، لم ير قبلها ولا بعدها.
وقيل إنها طيور سود مع كل طائر ثلاثة أحجار، حجران في رجليه وحجر في منقاره، لا يصيب شيئا إلا هشمه.
إذن في جهنم حجارة تختلف عما نعرف من أحجار الدنيا، إذ أن الطيور التي قضت على أصحاب الفيل، كانت تحمل قطعا صغيرة كالحمصة من هذه الحجارة المهلكة.
وحجارة جهنم حذرنا الله من شدتها، ونصحنا بعدم معصيته لتجنبها إذ يقول الرحمن الرحيم: {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} سورة التحريم الآية 6.