أما نحن - وأعني كل المؤمنين بخطأ هذا الرأي - فلا نستطيع أن نتناسى أن الإسلام نظام الله الشامل الكامل، لا يسع مسلما أن يساوم على أي جزء منه، فكما يفرض علينا إعلان الحرب على الشيوعية والوجودية والإلحاد أيا كان مصدرها يلزمنا كذلك تنقية صفوف المسلمين من عناصر الهزيمة، الذين لبس عليهم دينهم وأبعدوا عن منهج الحق، فضلوا عن سبيل المؤمنين وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
وأخيرا ليسمح لي صاحب الفضيلة أن أذكره بالحقيقة التي يجب أن تكون القاسم المشترك بين أفراد المسلمين جميعا، مهما تتفاوت سويتهم العلمية، ألا وهي ضرورة احتفاظ الأمة، أفرادا وجماعات بعناصر الشخصية المتميزة على سائر أصناف الناس. فإذا كان من شأن الشيوعي النفاق السياسي، حتى ليتظاهر بالإيمان وهو ألد أعدائه، ويحتج بمبادئ الإسلام وهو أول الكافرين بها. .
وإذا كان من خصائص اليهودي والنصراني الانسياق وراء مقررات رجال الدين من أحبار ورهبان، مهما تتصادم مع العقل والنقل.. فإن ميزة المسلم التي لا تتم مقوماته لا تتم مقوماته إلا بها هي التزامه هدى الله كما أنزله على رسوله، حتى يكون جديرا بتمثيل حقائق الإسلام في حياته كلها، ما استطاع إلى ذلك سبيلا. .
ومن أجل هذا نستسمح فضيلة الشيخ الأكبر عذرا إذا قلنا له: لقد قدمت للإسلام بكتابك هذا خدمة نرجو أن تجد ثوابك عليها جزيلا عند الله، ولكنك أخطأت كثيرا عندما دعوت المصلحين للكف عن تنقية الإيلام من بقايا رواسب خلفتها تعاليم الباطنية العبيدية، التي كادت تقطع صلة مصر بالإسلام ذات يوم، لو لم يتداركها الله بالناصر الأمين صلاح الدين والحمد لله رب العالمين.
--------------------------------------------------------------------------------
1 مقدمة الكتاب ص 8.