لقد بذل الخطابي حياته في سبيل العلم، وطوّف شرقا وغربا من أجل التزود بالعلم من أفاضل العلماء في بقاع العالم الإسلامي المترامي الأطراف، رحل إلى العراق، وتلقى العلوم المختلفة بالبصرة وبغداد، ثم انتقل إلى الحجاز وعاش في مكة ردحا من الزمن يسمع ويدون، ثم عاد إلى خراسان واستقر به الحال في نيسابور ما يقرب من سنتين، حيث تفرغ للتصنيف والتأليف، فأنتج مجموعة من الكتب العلمية، جاءت حصيلة تجواله في الأمصار الإسلامية، وفي أخريات حياته انتقل إلى بلاد ما وراء النهر، ومنها إلى مدينة بست حيث انتهى به المطاف والمقام إلى أن توفي سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة للهجرة.

شيوخه:

اتصل أبو سليمان الخطابي بمجموعة كبيرة من العلماء المشهود لهم بالثقة والعلم، ونهل من فيوض علمهم كثيرا، ولم يقصر اهتمامه على العلوم الدينية فحسب، بل وجهه أيضا صوب علوم اللغة والأدب والنقد والبلاغة، فنجد من شيوخه نخبة كبيرة من علماء بغداد في عصره، منهم: إسماعيل الصفار، وأبو عمر الزاهد، وأبو العباس الأصم، وأحمد بن سليمان النجار، وأبو عمرو السماك وغيرهم من علماء اللغة، كذلك تتلمذ الخطابي لأبي بكر القفال الشاشي وأبي علي بن أبي هريرة وغيرهما من فقهاء الشافعية.

أما تلاميذه:

فقد ذكرت له المصادر عددا غير قليل، منهم أبو مسعود الحسن بن محمد الكرابيسي، وأبو بكر محمد بن الحسن المقرئ، وأبو الحسن الفقيه السجزي، وأبو عبد الله محمد بن علي النسوي، وأبو حامد الاسفراييني والحاكم النيسابوري وغيرهم.

آثاره:

ألف الخطابي مجموعة ضخمة من الكتب يغلب عليها الطابع الديني، أهمها:

1_ معالم السنن: وهو شرح لكتاب سنن أبي داود، وتوجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015