أرأيت إذن إلى أسلوب القاضي كيف يمتاز بالسجع والطباق والجناس، وهي أمور يشترك فيها مع غيره من أصحاب الأساليب الأدبية، ثم يمتاز بتجسيم المعاني وتشخيص الجماد ونثره للقرآن الكريم، وهي أمور أربى فيها على من شاركه فيها من الأدباء، كما امتاز بتلك المعادلات اللفظية التي توحي إلى القارئ بأن ذهن القاضي الفاضل كان ذهنا رياضيا أو به استعداد للتفوق في الرياضة.

ويشهد المؤرخون للقاضي الفاضل بأنه امتاز في النثر والشعر معا، فهذا ابن حجة الحموي يقول: "نظمه ونثره رضيعا لبان وفرسا رهان".

ويقول السبكي: "إنه كتب من الإنشاء الفائق الرائق ما يربو على مائة مجلد".

والقاضي الفاضل كما نعرف صاحب مدرسة، ورائد فن الترسل في عصره وبعد عصره.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] الجد: الحظ.

[2] جفن السيف غلافه.

[3] مأخوذ من نسل الريش والشعر: سقط.

[4] راش الصديق: أطعمه وسقاه وكساه.

[5] أنواء: جمع نوء، وهو المطر.

[6] المرابع: جمع مربع، منزل القوم في الربيع.

[7] المراقب: جمع مرقب، المكان المشرف يقف عليه الرقيب.

[8] سلقه بالكلام: أذاه.

[9] يقال أنضج قلبه: كأنما الاحتقار كوى القلب بالنار حتى نضج.

[10] جلى الأمر: أذهبه.

[11] الغمرة: الشدة.

[12] المعاجم: مفعول به ليلين، جمع معجم اسم مكان من عجمه لاكه.

[13] المهر: الغضاريف.

[14] قض الشيء: دقه.

[15] واجب: أي ما يوجبه التقليد.

[16] معبودهم: يعني صليب الصكلبوت.

[17] تشظت: تطايرت شظايا.

[18] القناة: الرمح.

[19] الشفق: الخوف.

[20] الحصاة: الحجر الصغير والجمع حصاة.

[21] عنان الدابة: بكسر العين، لجامها، وعيان بكسر العين رؤية.

[22] تريق: تصب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015