أما أيام السنة بصورة عامة فجوها لطيف، والريح تهب باستمرار فتلطف الحرارة، والشمس إذا كانت شديدة لكن الظل لطيف ومقبول جدا، وهنا تظهر عوامل وإمكانيات كثيرة تتعلق بالأماكن المغطاة والمظللة.
موصفات المباني وتوجيهها:
كما يظهر للعيان ضرورة توفر أماكن كثيرة يتمكن الطلاب من الانتقال في ظلالها طيلة أيام الدراسة، أما المدة المخصصة للدراسة فإنها تبتدئ بصورة عامة في مطلع الخريف، وتنتهي مع بداية الصيف.
واستنادا لهذه المبادئ يمكن تحديد أشكال المعالم اللازمة لتوجيه مباني الإدارة، ومباني الفصول الدراسية.
وربط هذه المباني بمظلات واسعة تتسع مساحاتها لعدد الطلاب المستفيدين منها.
وجعلت نوافذ مباني الإدارة منفتحة نحو الشمال والجنوب، كما جعلت نوافذ مباني الفصول الدراسية متجهة نحو الشرق والغرب وغطيت بأجزاء معمارية تسمى (عاكسات الشمس) تحول دون مرور الشمس إلى داخل الفصول، ولكنها تسمح للهواء الغربي والشرقي أن يمر من بينها.
مواصفات مواد البناء:
إن المتجول في المدينة المنورة بين مبانيها القديمة والحديثة، وبين سهولها وتلالها، وهي تلال كثيرة تحيط بها من كل الجهات، تقع عيناه من خلال نور الشمس الصافي الذي لا تعلق بهوائه ذرات من الرطوبة أو الغبار، على نوعين اثنين من الحجارة والصخور:
النوع الأول: وهي صخور بركانية سوداء اللون، يصعب قطعها والبناء بها.
النوع الثاني: وهي صخور بركانية حمراء اللون من الممكن الاستفادة منها في البناء والعمارة والتزيين.
وقد سبق للإنسان القديم أن قام بقطع وتهذيب الحجارة السوداء ولا زالت آثارها باقية حتى الآن في مختلف المباني، وبصورة خاصة في المباني من العهد العثماني.
كما تضمنت أعمال توسيع الحرم النبوي الشريف في المدينة المنورة الاستفادة من الحجارة السوداء والحمراء في الأقسام السفلية من الجدران الخارجية.