فنجد تعاليم الإسلام غير مألوفة لما عليه الناس في حياتهم الخاصة والعامة، ولم يدركوا تشريعها، ولم يتذوقوا حلاوتها، ولم يتجاوبوا معها، حيث ظهرت الأنانية ووهنت روابط المجتمع وكادت تنعدم الإنسانية في الإنسان وأوشكت الصلات أن تنهار في محيط الأسرة وفي دائرة المجتمع وعاش الناس في أزمة ضمير وقال قائلهم: الدين تخلف وجمود {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِباً} .
من هذه المقارنة بين الماضي والحاضر نجد أن تفاعل المسلمين مع دينهم يرجع إلى الجانب الروحي في الإنسان قوة وضعفا.
ولم يشهد التاريخ قوة للإسلام ولا عزة للمسلمين إلا حينما كانوا يتخلقون بما في مبادئ الإسلام من أخلاق ويتعاملون بما فيها من مبادئ.
والقوة في هذه المبادئ أنها تنظم جميع الأفراد وأنها عامة يتساوى فيها الكبير والصغير والغني والفقير، فليس هناك تفاضل بالأموال والأنساب أو الجاه وإنما التفاضل بالعمل الصالح والتنافس فيه.
ولما بدأ التفاعل بين المسلمين وتعاليم الإسلام يضعف أخذ الإسلام مع الأسف المحض يتحول في نفوس أهله من حياة قوية متوثبة إلى تقاليد وشكليات فكان أن دب الضعف في الصف الإسلامي، ولعب الاستعمار دوره معهم فصرفهم عن دينهم، وقتل فيهم حيويته فتشتتوا بعد تكتل وتمزقوا بعد تجمع، وقلّ الوازع الديني الذي يجمع الصف ويوحد الكلمة، وليس من علاج لعودة المسلمين إلى وضعهم الأول من القوة والثقة إلا كما قال إمام دار الهجرة مالك بن أنس رضي الله عنه: "لا صلاح لهذه الأمة إلا بما صلح به أولها".
رجوع إلى الله سبحانه وتعالى في كل الأمور وتمسك بكتاب الله جل جلاله واعتصام بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم _ وما ذلك على الله بعزيز _.
والسعد لا شك تارات وهبات
الناس بالناس ما دام الحياة بهم
تقضى على يده للناس حاجات
وأفضل الناس ما بين الورى رجل