فإذا نظرنا إلى الإذاعات من حولنا نجد أنفسنا أمام فلسفات مختلفة (وأيديولوجيات) مختلفة متباينة تجدد كل منها أهداف الإذاعة وطبيعتها من وجهة نظرها فليكن هدفنا الإسلام والدعوة إليه. ولتسع كل إذاعة للعمل في ميدانها ولكل وجهة هو موليها، فاستبقوا الخيرات إلى كلمة تهدي أُمة وتشيد حضارة لا إلى كلمة تضل الناس وتلهيهم عن صراط الله المستقيم.
والحق أن أمام إذاعاتنا مسئوليات كبرى تجاه الدعوة الإسلامية حتى يتعرف المسلم في بقاع الأرض على الإيمان الحق بالله رب العالمين الذي سخر له ما في الكون يفلح الأرض في مناكبها. نعمل حتى يدرك العالم كله أن الإسلام كرَّم الإنسان بالعلم والتقوى مما جعله يعيش مطمئنا على حياته وماله وعرضه فلا مجال لصراع بين الطبقات يمزق بعضها بعضا أو يسيطر بعضها على بعض. كما أنه لم يهدر كرامته كما فعلت بعض النظم الأرضية المنحرفة التي أخذ أهلها يتخبطون حتى اليوم في ظلام يبحثون فيه عن سبيل.
ميدان الدعوة:
إذن فميدان الدعوة فسيح في أرض الإسلام وفي بلدان تريد أن ترى نور الهداية والحق.
ونأمر أن تترابط الإذاعات الإسلامية بعضها من بعض برباط الأخوة في سبيل تحقيق الدعوة إلى الله سبحانه وأن نتبادل معا الخبرات الإعلامية والبرامج الإسلامية ذلك حتى تتحقق قوة الروابط الأخوية ويصبح المؤمن فردا يعيش في إطار الجماعة الإسلامية تجمع بينه وبين إخوانه على اختلاف الأوطان واللغات مبادئ الأخوة في الإسلام، عقيدتهم واحدة وقبلتهم واحدة ودينهم واحد وربهم واحد.
لتكن الدعوة الإسلامية هدفا أساسيا للإذاعة الإسلامية حتى تحقق قول الله سبحانه وتعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} آل عمران -110.
وبالله التوفيق.