قصدنا جامع سالسبوري وهو في موقع متوسط من المدينة في الحد الفاصل تقريبا بين مساكن الأوربيين والآسيويين وأدينا فيه صلاة المغرب فوجدناه لا يختلف عن بقية مساجد المسلمين في الروديسيتين ونياسالاند كما قدمت وصفها، وهو عبارة عن بناء متوسط السعة مقدمته مسجد ومؤخرته ردهة في جانب منها المنافع الضرورية وفي الجانب الثاني عدة غرف خصصت لسكنى إمام المسجد، وفيه غرفة كبيرة كانت فيها المدرسة الإسلامية قبل انتقالها إلى مكان واسع كما قالوا إلا أن المسجد صغير نوعا وردهاته ضيقة ليس فيها حديقة وقد امتلأ المسجد بالمصلين قبل آذان المغرب وقد أذن المؤذن جملة لم أسمعها إلا في هذه المنطقة أي منطقة الروديسيتي (ونياسالاند) وهي (اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة دائمة أي ليوم الدين ثم يقيم الصلاة بعدها مباشرة، فيدخل الإمام بعد ذلك مباشرة دون أن يلتفت إلى المأمومين أو يأمرهم بتسوية الصفوف ولم يجهر أحد بالتأمين لأن القوم حنفية ولم يكن في المسجد من الإفريقيين أحد، لأن مساكن الإفريقيين في مكان بعيد عن البلد وبعد الصلاة وأداء الراتبة مباشرة سلمنا على الإمام وعلى جماعة القوم وقد سرني أنني لم أسمع بعد الصلاة شيئا مما كنت أسمعه في شرق افريقية من الدعاء الجماعي والصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) بصوت يظن كثير من العامة منهم أنها جزء متمم للصلاة لا تصح بدونها وقد لبثنا فترة طويلة نتحدث مع الإمام، واسمه الشيخ عبد الله صديق الصوفي، ومعه شيخ آخر اسمه الشيخ موسى.. هو نائب الإمام ومدرس أيضا مثله في المدرسة الإسلامية هناك وهم الهنود. ولقد لقينا من القوم استقبالا طيبا ومشاعر نبيلة..