فجعل لا يلقى أحداً إلا قتله، أما كعب بن مالك رضي الله عنه فيقول: كنت فيمن خرج من المسلمين، فإذا رجل من المشركين يجوز المسلمين وهو يقول: استوثقوا كما استوثقت جزر الغنم، أي شدوا وثاق بعضكم، وإذا رجل من المسلمين ينتظره، ولكن الكافر أفضل منه عدة وهيأة، فلم أزل أنتظرهما حتى التقيا، فضرب المسلم الكافر ضربة فبلغت وركه وتفرق فرقتين، ثم كشف المسلم عن وجهه وقال كيف ترى يا كعب؟! أنا أبو دجانة، وشيء مضحك يقصه أبو دجانة رضي الله عنه، يقول: رأيت يوم أحد إنساناً يُحمس الناس حمساً شديداً، فصمدت له، فلما حملت عليه بالسيف ولول، فإذا امرأة، فأكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضرب به امرأة، وكانت المرأة هي هند بنت عتبة، ومن نماذج أحد سعد بن أبي وقاص، رمى رضي الله عنه يوم أحد بألف سهم، ولهذا جمع له الرسول أبويه قائلاً: "يا سعد ارم فداك أبي وأمي" ورأى صلى الله عليه وسلم أم أيمن تسقي الجرحى، وإذا بعلج مشرك يرميها بسهم، وهو حبان ابن العرقة فلم يصب منها مقتلا ولكنها وقعت وتكشفت، فأغرق عدو الله في الضحك، ولننظر أمر أبي دجانة وهند وأم حبان وأم أيمن، نجد خلق الإسلام في الأول، وخلق الكفر في الثاني، ولكن شق على الرسول صلى الله عليه وسلم رؤية من قال لها يوماً: