وهكذا يدخل المسلمون الحرب بقانون ويديرونها بقانون ويمسكون عنها بقانون، وفي كل المواقف تبقى إنسانيتهم التي أعطاهموها الدين ظاهرة فليس غريبا بعد هذا أن يقول كاتب غربي: "لم يعرف التاريخ فاتحا أرحم من العرب" [86]
استبقاء النصر:
لقد حاز المسلمون هذه المقومات فحرروا أنفسهم والعالم من عبادة الطاغوت ثم دبت فيهم عوامل الضعف على مدى القرون، ففقدوا كثيرا منها، وقد يستعيدونها مرة أخرى - إن شاء الله لهم استعادتها- ويحملون راية الجهاد لإنقاذ البشرية من ويلات أمرا أفدح مما كانت تعانيه قبل ظهور الإسلام، فإذا قدر لهم الله ذلك كان عليهم أن يحتفظوا بالنصر وبأسبابه وليس من بحثنا أن نتحرى عن تلك الأسباب ولكن نعتقد أن الله قد جمعها في الآية الكريمة: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [87] .
وصية..
كان عمر بن الخطاب إذا بعث أمراء الجيوش أوصاهم بتقوى الله ثم قال لهم:
"بسم الله، وعلى عون الله، وامضوا بتأييد الله بالنصر وبلزوم الحق والصبر، فقاتلوا في سبيل الله من كفر بالله، ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين.. لا تجبنوا عند اللقاء، ولا تمثلوا عند القدرة، ولا تسرفوا عند الظهور، ولا تقتلوا هرما، ولا امرأة ولا وليدا، وتوقوا قتلهم إذا التقى الزحفان وفي شن الغارات، ونزهوا الجهاد عن غرض الدنيا. وذلك هو الفوز العظيم".
--------------------------------------------------------------------------------
[1] البقرة الآية: 251.
[2] الأنفال الآية:26.
[3] الكهف آية 10.
[4] الأنفال الآية:26
[5] التوبة: الآية:38
[6] الأنفال: الآيات:5-8
[7] البقرة: الآية:216