إن هذه البدعة، تشبه أن تكون مقدمة للقول بما ذهبت إليه القاديانية من إلغاء الجهاد بالسيف والاكتفاء بالجهاد عن طريق البيان، ولا شك أن مذهب هؤلاء خطة استعمارية هدفها إبطال مفعول الجهاد الذي طالما حال دون الاستعماريين وما يشتهون من إخلاد تسلطهم على البلاد الإسلامية.

اللهم إننا لا نستطيع أن نقبل هذه البدعة إلا أن نتخلى عن نقائضها وهي خمسة أشياء:

أولاً: الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الني توجب علينا الجهاد كعنصر من عناصر منهج المواجهة، وقد عرفنا ذلك آنفاً.

ثانياً: فهم الصحابة رضوان الله عليهم، وفهم من تبعهم بإحسان لمعنى الجهاد في الإسلام، وتطبيقهم إياه باذلين فيه النفس والنفيس، والطريف والتليد.

ثالثاً: وقائع السيرة النبوية والتاريخ الراشدي.

رابعاً: كون الإسلام دعوة حركية مبادِهَة.

خامساًً: الاحتفاظ بعقولنا حرة دون وقوعها فريسة لمخططات الأعداء.

أجل، إننا لا نستطيع قبول بدعة الحرب الدفاعية إلا بالتخلي عن هذه الأمور جميعاً، وهذا ما لا سبيل إليه!

وإذن فلا سبيل إلى قبول هذه البدعة، التي لا تعدوا - في الحقيقة - أن تكون ضرباً من الإلقاء بالنفس إلى التهلكة، على أن موضوع القتال في الإسلام حري بأن يفرد ببحث بل بأبحاث ضافية.

مناقشة شبهة:

وبمناسبة الكلام في علاقة الأمة المسلمة بالأمم الأخرى أود أن أعرض ببعض المناقشة لشبهة أثارها الأستاذ مجيد خدوري [44] في كتابه" War صلى الله عليه وسلمnd Peace in Islam "

أي (الحرب والسلم في الشريعة الإسلامية) إذ قال: " إن القانون الدولي الحديث يعترف بداهة بوجود الأسرة الدولية المؤلفة من دول تتمتع بحقوق السيادة كاملة، وبالمساواة فيما بينها، أما القانون الدولي الإسلامي فلا يعترف بأمة سوى أمته … " [45] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015