ففي معركة أحد جهد المشركون للوصول إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والحقوا به أذى حتى ظنوا أنه قد قتل ولكن نفرا من الصحابة استماتوا في حياطته والدفاع عنه، فجالدوا جلادا عنيفا، وكان منهم أبو دجانة (ترس دون رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، يقع النبل في ظهره وهو منحن عليه، حتى كثر فيه النبل) [25] ومنهم سعد ابن أبي وقاص وكان يرشقهم بالنبل رشقا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم والرسول يناوله السهام وهو يقول: "ارم، فداك أبي وأمي" [26] وأظهر بعضهم من نادر البطولات، في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووقايته من المشركين ما رفعهم إلى منزلة الشهداء وهم أحياء فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في طلحة بن عبيد الله-وكان له في أحد المنجد المعوان-: "من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشى على وجه الأرض، فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله" [27]

ويوم حنين ولى المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خيل للمرتابين هزيمتهم، وما إن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمه العباس رضي الله عنه أن ينادى: (يا معشر الأنصار، يا معشر أصحاب الشجرة [28] حتى تيقظت في النفوس الذكريات، وتأججت العواطف الخالدة فأجابوا: "لبيك لبيك" [29] وأسرعوا إليه، وما أن تجمع منهم مائة حتى حمى الوطيس، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وثبتوا للعدو، وأخذوا في زحزحته وتقطيعه، (فما رجعت راجعة الناس من هزيمتهم حتى وجدوا الأسارى مكتفين عند رسول الله صلى الله عليه وسلم) [30] فحقق الله نصره بسيوف هذه المائة من الصابرين وبقلوبهم المؤمنة.

4- القوة المعنوية العظمى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015