5- تنظيم محاضرات عامة يدعى لها كبار العلماء وأقطاب الفكر الإسلامي تغرس في نفوس الشباب العقيدة القوية وتلهب الجمرة الإيمانية وتعيد الثقة بالإسلام، وما اشتمل عليه من تشريع وتعليم ودعوة مناهج للحياة، وتتناول القضايا التي تشغل العالم وتشغل الشباب بصفة خاصة والتحديات التي سيواجهونها لمجرد تخرجهم من الجامعة الإسلامية ورجوعهم إلى بلادهم وتعرض لها حلولا في ضوء الكتاب والسنة وتعاليم الإسلام والعلم الصحيح وتحل العقد النفسية للشباب حلاً رفيقاً رقيقاً بحيث لا يشعرون أنهم يمرون بمرحلة (عملية جراحية) وأنهم يداوون كالمرضى أو يخرجون كالغرقى.
ومعلوم أن الجامعات مهما توسعت دائرتها وقوي نشاطها لا تستطيع أن تعطي الطالب الزاد الكافي من المعلومات عن التاريخ الماضي والعالم المعاصر والعلم الحديث لكثرة المواد الدراسية فلا بد أن يعتمد في إنارة عقول الشباب وتوسع نطاق معلوماتهم على المحاضرات التي ينتقى لها خيرة العلماء وأصحاب الاختصاص.
هذه هي الأساليب والطرق التي أعتقد أنها تزيل الشيء الكثير مما تعانيه الجامعات الإسلامية والمعاهد العلمية من أمراض وقلق واضطراب وعدم خضوع للنظام، وعدم استفادة حقيقية مما هيأته لهم هذه الجامعات من أساتذة فضلاء، ومكتبة غنية واسعة وأسباب الراحة والهدوء، والعكوف على الدراسة، وهي مما شرح الله لها صدور كثير من المربين وجربوها في مناطق عملهم وتجربتهم فنجحت.
ولا شك أن هذه البيئة الفائضة بالإيمان والحنان، العامرة بالرسالة والدعوة، الملهمة للصبر والتقوى وعلو الهمة وسمو النظر المليئة بالروحانية والسكينة - والجامعة تعيش في رحب المسجد النبوي وفي ظلال الآثار والذكريات الأولى - تساعد على تحقيق هذه الغاية في أكمل شكل، والله المستعان، وعليه الاعتماد والتكلان، وصلى الله على خير خلقه محمد وآله وصحبه.