وقد تجلى هذا الاضطراب في الفكر والعمل والهدف بوضوح في بيئة جامعية كانت ملتقى عناصر مختلفة من أنحاء العالم، وكان فيها مزيج من الثقافات واللغات والبيئات، ولم تجد الوقت الكافي والشخصيات القوية المؤثرة التي تربط بين هذه العناصر المختلفة والمزيج من الشباب وتضفي عليها صبغة واحدة ولم تستطع أن تصهرها في بوتقة عقيدة واحدة وغاية واحدة، وازدادت القضية تعقداً ودقة حين انضم إلى هذه العوامل المضعفة عامل الإغراء المادي، فكان الدافع لكثير من الشباب المنحة الكريمة ذات القيمة التي ينالونها في هذه الجامعة وزاد الطين بلة عدم وجود الحياة الاجتماعية حياة دور الإقامة والأروقة التي يعيشها الشباب في الجامعات الدينية القديمة وعدم وجود شخصية قوية مغناطيسية تشرف على هذه الأجنحة من دور الإقامة والأروقة، وتهيمن عليها بجاذبيتها وإخلاصها وتوجعها ومعرفتها الدقيقة بنفسية الشباب وعقدها، وتنمي الملكات وتربيها.

والعلاج عندي في هذه البيئة المضطربة المتناقضة يتلخص في النقاط الآتية:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015