وعندما بدأت دولة المسلمين يتصدع بنيانها في الأندلس أو في بيت المقدس ووجدت الكنيسة الصليبية الفرصة سانحة قامت بهجمات وحشية بربرية على المسلمين وأراقت دماءهم بغير حساب مكافأة لهم على جميلهم الذي أسدوه لأوروبا حينما علموا شعوبها كيف تكون الحضارة.. وكيف يمارس الإنسان دينه دون إكراه أو كما يعبرون هم - علموهم حرية الضمير - ونشط ما يسمى - بالتبشير - واتخذت هذه الحركة هدفاً واحداً وضعته نصب أعينها منذ تلك الحقب إلى اليوم وهو تدمير هذه الحضارة الإسلامية والقضاء على الإسلام واستئصال شأفة المسلمين.. بالمسائل المشروعة وغير المشروعة، والأساليب الممكنة والوحشية على قدم سواء..

2- رأت الكنيسة الصليبية بعد تجارب مريرة في العالم الإسلامي أن أخطر وأنجع الوسائل التي يمكن أن تستخدمها هو - التعليم - فاستغلته إلى أبعد الحدود وفتحت المدارس والكليات الصليبية ليس في أوروبا فحسب بل في قلب العالم الإسلامي منتهزة فرصة وقوعه تحت السيطرة الاستعمارية الأوروبية وكان من تلك الكليات - الكلية الإنجليزية - في بيروت التي غير اسمها فيما بعد بالجامعة الأمريكية ومثلها الجامعة الأمريكية في القاهرة وكلية أخرى في إسلامبول بتركية وبدأت الكنيسة حملات ثقافية وتعليمية لتشويه الإسلام في نفوس أبنائه ولكن بشكل سافر وأسلوب بذيء فيه الكثير من التحدي والاستفزاز والاستهانة بمشاعر المسلمين وعقلياتهم..

يقول - بنروز - رئيس الكلية الإنجيلية في بيروت في منتصف القرن العشرين النصراني:

"لقد برهن التعليم أنه أثمن الوسائل التي استطاع المبشرون أن يلجئوا إليها في سعيهم لتنصير سورية ولبنان"ا-هـ[12] .

وقد كانت آمال الكنيسة الصليبية عريضة حينذاك فقد كان كهنتها ينتظرون أن يقع المسلمون في شباكهم بسهولة وينقلبوا نصارى في فترة وجيزة ويكفروا بدينهم وقرآنهم ونبيهم صلى الله عليه سلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015