العالم الخبير المدبر القدير السميع البصير العلي الكبير، وأنه فوق عرشه المجيد بذاته [1] , وهو بكل مكان بعلمه, خلق الإنسان ويعلم ما توسوس به نفسه وهو أقرب إليه من حبل الوريد، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلاّ في كتاب مبين, على العرش استوى وعلى الملك احتوى وله الأسماء الحسنى والصفات العلى, لم يزل بجميع صفاته وأسمائه, تعالى أن تكون صفاته مخلوقة, وأسماؤه محدثة, كلم موسى بكلامه الذي هو صفة ذاته لا خلق من خلقه, وتجلى للجبل فصار دكا من جلاله، وأن القرآن كلام الله ليس بمخلوق فيبيد ولا صفة لمخلوق فينفد، والإيمان بالقدر خيره وشره حلوه ومره وكل ذلك قد قدره الله ربنا ومقادير الأمور بيده ومصدرها عن قضائه، علم كل شيء قبل كونه فجرى على قدره لا يكون من عباده قول ولا عمل إلاّ وقد قضاه وسبق علمه به, {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} , يضل من يشاء فيخذله بعدله ويهدي من يشاء فيوفقه بفضله, فكل ميسر بتيسيره إلى ما سبق من علمه وقدره من شقي أو سعيد، تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد, أو يكون لأحد عنه غنى, أو يكون خالقا لشيء, ألا هو رب العباد, ورب أعمالهم, والمقدر لحركاتهم وآجالهم, الباعث الرسل إليهم لإقامة الحجة عليهم ثم ختم الرسالة والنذارة والنبوة بحمد نبيه صلى الله عليه وسلم فجعله آخر المرسلين بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً, وأنزل عليه كتابه الحكيم, وشرح به دينه القوي, م وهدى به الصراط المستقيم, وأن الساعة آتية لا ريب فيها, وأن الله يبعث من يموت, كما بدأهم يعودون، وأن الله سبحانه ضاعف لعباده المؤمنين الحسنات, وصفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات, وغفر لهم الصغائر باجتناب الكبائر, وجعل من لم يتب من الكبائر صائرا إلى مشيئته، {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}