روى ابن أبي حاتم عن أبيه قال: "كان عمرو بن علي أرشق من علي بن المديني وهو بصري صدوق، وروى عن أبيه عن ابن عباس العنبري. قال: "ما تعلمت الحديث إلا من عمرو بن علي". وقال حجاج بن الشاعر: "عمرو بن علي لا يبالي أحدَّث من حفظه أو من كتابه". وقال النسائي: "ثقة صاحب حديث حافظ". وقال أبو زرعة: "ذاك من فرسان الحديث لم يُرَ بالبصرة أحفظ منه ومن ابن المديني والشاذكوني". وقال الدارقطني: "كان من الحفاظ وبعض أصحاب الحديث يفضلونه على ابن المديني ويتعصبون له وقد صنف المسند والعلل والتاريخ وهو إمام متقن". وذكره ابن حبان في الثقات وقال الحسين بن إسماعيل المحاملي: "ثنا أبو حفص الفلاس وكان من نبلاء المحدثين". وقال ابن أشكاب: "كان عمرو بن علي يحسن كل شيء". وقال مسلمة ابن قاسم: "ثقة حافظ وقد تكلم فيه علي بن المديني وطعن في روايته عن يزيد بن زريع"انتهى. قال الحافظ: "وإنما طعن في روايته عن يزيد لأنه استصغره فيه". وذكر هذا الحافظ في مقدمة الفتح وذكر أن البخاري لم يخرِّج له من روايته عن يزيد بن زريع شيئاً. وأقول: يزيد بن زريع توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة وأبو حفص الفلاس وُلد بعيد الستين ومائة كما في تذكرة الحفاظ للذهبي، فلو قلنا على أكثر تقدير أن ولادته سنة خمس وستين ومائة يكون عمره حين وفاة ابن زريع سبع عشرة سنة وتعبير الذهبي بقوله: "بعيد الستين ومائة"، يشعر بأنه قبل خمس وستين ومائة فما وجه هذا الاستصغار؟
إلا أن ما رواه الخطيب بإسناده إلى عمرو بن علي قال: "حضرت مجلس حماد بن يزيد وأنا صبي وضيئ فأخذ رجل بخدي ففررت ولم أعد". قد يؤيِّد ما قاله ابن المديني وكانت وفاة حماد بن زيد تسع وسبعين ومائة إلاّ أن يكون حضوره ذلك قبل زمن وفاة حماد بمدة طويلة ثم إنه لو تحمل في حال صغره بعد تمييزه وأداه بعد بلوغه فإن سماعه معتبر عند جمهور المحدثين والله أعلم.