أضواء من التفسير
للشيخ عبد القادر شيبة الحمد
المدرس بكلية الشريعة
والقرآن العظيم كالدر النظيم كل آية منه لها صلة ومناسبة لما قبلها ولما بعدها، فلا يعقل أن يكون المقام مقام تشجيع وتسلية للنبي صلى الله عليه وسلم من توعد الكفار له ثم يقول له: أذكر قصة العاشق المحب داود، برأه الله مما قالوا, إذ كان عند الله وجيها.
ومصدر هذه الأباطيل أن اليهود لعنهم الله لما عجزوا عن محاربة الإسلام بالأسنة والرماح، أظهروا اعتناق الإسلام وأبطنوا الكفر والعزم على محاربة دعوة الله تعالى بسلاح ممقوت رذيل هو سلاح الدس على الله تعالى في كتبه المنزلة والطعن في رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
ولا يهولنك أن القصة على هذا مذكورة في التوراة، وأن فيها "وقبح داود في عين الرب"فالله تعالى بيّن لنا أنهم غيّروا وبدلوا تبديلا.
ومن جميل ما يروى أنه كان عمر بن عبد العزيز جالسا, وعنده رجل من أهل الحق, وبالقرب منهما رجل قاص يقص على الناس هذه القصة وينسبها إلى داود عليه السلام، فقال الرجل للقاص: يا هذا إن كان الأمر كما تقول وستر الله عبده داود وكنى وقال: "نعجة", فما يحل لك أن تفضح نبي الله داود عليه السلام, وإن كان الأمر غير ذلك فقد افتريت على نبي الله داود، فقال عمر بن عبد العزيز: هذا الكلام أحب إلي مما طلعت عليه الشمس.
ما ترشد إليه الآيات:
1- فزع داود عند دخول الخصمين.
2- الأسلوب البدوي الجاف.
3- كثرة بغي الشركاء غير المسلمين.
4- قلة المؤمنين.
5- سرعة خاطر داود عليه السلام.
6- مسارعة الصالحين بالإنابة إلى الله.
7- أن الهوي إلى الأرض لله عند الإنابة من عمل الصالحين.
8- أن الله تجاوز لداود عما فتن به.
9- منزلة داود عند الله.
10- حسن مرجعه في الآخرة.
11- الاعتبار والتأسي.