بيد أن الأنظار تتجه دائما نحو مركز البطولة الحقة، نحو القيادة التي تفنى في خدمة الشعوب في إخلاص وتقوى، وخوف من الله، فها هو ذا بطل الصومال يتزعم الجماهير ويقود الثورة ضد الإنجليز وأذنابهم، إنه العالم المجاهد: الشيخ محمد عبد الله حسن، ولد رحمه الله عام 1273هـ الموافق 1856م في قبائل الأوجادين، ولما شب وترعرع حرص والده رحمه الله على تعليمه القرآن وجدّ في التحصيل، ورحل إلى بربرة وهو في حداثة سنه، ثم لازم العلماء ينشر العلم والدين، ثم سافر إلى الحجاز لتأدية فريضة الحج، ولمقابلة علماء الحرمين الشريفين والأخذ عنهم، ولما عاد إلى الصومال ذاع صيته، وأقبل عليه طلاب العلم والمعرفة يرتشقون من منهله العذب، فكان رحمه الله يقسم وقته بين:
أ- إفادة الطلاب.
ب- وعظ الجماهير.
ج- تأليف الكتب.
إلى أن دوي صوت الجهاد, وحانت ساعة البطولة الخالدة، فنزل إلى الميدان مستمدا العون من الله العلي القدير على منازلة الأعداء، أعداء الله والإنسانية، والوطن، لقد سارع في إصدار إعلان الجهاد المقدس إلى شعب الصومال يدعوهم إلى الجهاد في سبيل الله.
فقرات من وثيقة إعلان الجهاد المقدس: