هتفت بسر المجد صادحة
بحر من الأطياف وافاها
وتطلعت مقل الشعاب إلى
عبر العصور لطيب مثواها
شهداء دين الله قد زحفوا
من خلدها حثت مطاياها
فإذا المواكب في تخايلها
مرت به زمرا فحياها
تهمي الدموع من الجهاد إذا
هدى الكواكب أفق دنياها)
(إني شربت [2] اليتم مذ برحت
بالكفر تلطمه فيخشاها
كرعت صديد الحقد امواها
كانت سيولا غير عابئة
أهوى إلى (أحد) بطائفه
والجهل يأمرها وينهاها
وتمرد البغي الرعون بها
هوجاء نفث الضغن أوراها
وعدت بها صهوات عاصفة
فتدافعت بهم لتلقاها
رامت بصرح الدين فاقرة
شمس الضحى والذعر يغشاها
زأروا فحاد الطود وانبهرت
راياته والنجم قد باها
والمجد يركز في مواقفهم
تبتاع أخراها بدنياها
والكون يشهد أمة خرجت
ورنت إلى الفردوس عيناها
وغلى الحنين لنور خالقها
بفؤادها والشوق أضناها
وعلى الحسن نور خالقها
تقفو الملائك ضوء مسراها
فعلت إلى الجنات باسمه
منه الأماني كل مخزاها
وارتد جيش الكفر قد خزيت
لما لقوه وكبروا الله
لبس الفرار على تعنته
صبغا لحوزته وسقياها
ودم الشهادة مار في (أحد)
ضحوا لعل الله يرضاها
لله ما بذل الرجال وما
لبس العصور العز والجاها
وإذا سخوت على الحمى بدم
قطع من قلبه زهراء واراها
رجع الرسول وفي الثرى قطع
حرى مفجعة، ومافاها [3]
جمع الأسى والصبر في كبد
كف اليقين تشد مجراها
لم تهم عبرته بل اندفعت
تسري إلى أحد سراياها
أطياف بدر في تألقها
آلاء رحماها وبشراها:
(يا أخت) قالت وهي ساكبة
أغصانه في النجم أدناها
بيني وبينك في العلا نسب
والأسد في جنبيه مأواها
أخرجت شطئي فاستوى صعدا