ففي غافر قد جاء ذلك واضحا

فهم أولياء الله في كل ما دهر

سلام على أنصار سنة أحمد

فرؤيتهم تشقى السقيم من الضر

إليهم أجوب البر والبحر قاصدا

عن الحق بالبرهان والبيض والسمر

هم حفظوا الدين الحنيف وناضلوا

بفعل وأقوال تلألأ كالدر

هم خلفوا المختار في نشر سنة

من الشرك والإلحاد والزيغ والمكر

هم جردوا التوحيد من كل نزعة

ولم يعبدوا قبرا بذبح ولا نذر

فلا قبة تبنى على قبر ميت

فذلك فعل المشركين ذوي الكفر

ولا بطواف أو بتقبيل تربة

مساجد خصت بالفضائل والأجر

ولا رحلوا يوما لغير ثلاثة

بغير إله الناس ذي الخلق والأمر

ولم يستغيثوا في الشدائد كلها

بنص كتاب الله والسنن الزهر

ولم يصفوا الرحمن إلا بما أتى

كما فعل المختار مع صحبة الغر

يقرون آيات الصفات جميعها

به فهم الفرسان في النظم والنشر

فلو كان في التأويل خير لبادروا

إذا ما) اجتمعنا في المجالس للفخر

(أولئك آبائي فجئني بمثلهم

فلم يبق من زيد لزيد ولا عمرو

وقد أكمل الرحمن من قبل دينه

وإتمام أنعام يجل عن الحصر

بمائدة قد جاء بالنص ختمه

يبدل دين الله بالحدس والحذر

وكم زائد في الدين أصبح ناقصا

فأفتى بتقليد فياله من غر

ومن ظن تقليد الأئمة منجيا

أضاف له جرما تجدد بالعذر

كمنتحل عذرا ليغفر ذنبه

وطالبه خلو من العلم والخير

ألا إنما التقليد جهل وظلمة

جرى خلف آل لاج في مهمة قفر

كطالب ورد بعدما شفه الظما

فإياك والتقليد فهو الذي يزري

فإن قمت بالإفتاء أو كنت قاضيا

عن الحدس والتخمين والسخف والهتر

وجرد سيوفا من براهين قد سمت

رياض حوت ما تشتهيه من الزهر

وطرفك سرح بالكتاب فإنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015