العدد 17 - المسؤولية في الإسلام

المسؤولية في الإسلام

مسؤولية الرجل

للشيخ عبد الله قادري

كانت الحلقات السابقة من هذا البحث تتحدث عن المسؤوليات المتعلقة بالحاكم والمحكوم، وقد ضربنا لذلك أمثلة بأربع مسؤوليات هي:

مسؤولية الإمام، ومسؤولية التعليم، ومسؤولية الإعلام ومسؤولية جند المسلمين، وهي كافية للتنبيه على المسؤوليات الحكومية الأخرى، كالقضاء والإدارة وغيرهما.

أما في هذه الحلقة وما يليها فيدور الكلام حول المسؤوليات المتعلقة بأشخاص بأعيانهم لأشخاص بأعيانهم.

1- حقوق الوالدين

وقبل الكلام على حقوق الوالدين أحب أن أنبه على جوانب سؤال قد يعن للقارئ، وهو: كيف يكون الوالدان من رعية الولد مع أن العكس هو الصحيح حسب الظاهر؟

والجواب أنه لا غرابة في ذلك فإن الوالد قد يكون كبير السن عاجزا لا يقدر على القيام بمصالح نفسه فيقوم ولده بها، فيكون بذلك راعيا والوالد مرعيا، وقد يكون الولد متعلما عنده مؤهلات لتولي بعض المناصب الهامة في الدولة كالخلافة والإمارة والقضاء وأشباههما وليس كذلك الوالد فيكون الأب من جملة الرعية التي يتولى الولد أمرها.

وعلى أي حال فإن للوالدين على ولديهما حقوقا عظيمة اعتنت بها نصوص الشريعة الإسلامية من كتاب وسنة وقرنت حقوقهما بحقوق الله في القرآن الكريم لأهميتها كما قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}

سبب الاعتناء بحقوق الوالدين:

ولعل السبب في عناية الإسلام بحقوق الوالدين من الأمرين التاليين:

1- أنهما السبب المحسوس المباشر في وجود الولد، ومن كان سببا في وجودك فحقه عظيم ولذا نرى القرآن يجمع بين حق الله وحقهما كما مضى ولما كان الله تعالى هو خالق الأسباب والمسببات وهو مصدر وجود المخلوق كان حقه مقدما على حق كل أحد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015