ومن ثنايا هذه المعاني السامية عرف المعلم والمدرس المثالي أنه صاحب رسالة عظيمة بناء عن الدور العظيم الذي يقوم به ويؤديه، إنه يشعر بأنه يؤدي رسالة كريمة، وهذا الشعور منبعث من شرف الرسالة نفسها: إنها رسالة أداء الأمانة أمانة العلم، ثم هي بعد ذلك أمانة تكوين الشباب، وتثقيفهم وتهذيبهم وتربيتهم تربية تعتمد عليها أمة تريد أن تحيا عزيزة كريمة، وهل تحيا الأمة وتنهض إلا بشبابها العامل الناهض المتوثب الطموح إلى المعاني، والعز، والسؤدد.
هذه الرسالة العظيمة بطلها المدرس المثالي، هذه الأمنية المنشودة بطلها المعلم الفاضل، إذًا فنحن الآن نريد أن نلقي بعض الضوء على هذا البطل العظيم وعن هذا المكافح من أجل نهضة الشباب عماد الأمة وثروتها ومجدها، إننا نراه يرسم صورة كريمة ومثلا أعلى يقتدى به، نراه مثاليا في اتجاهه نحو تحقيق رسالة على خير الوجوه وأكملها، تتجلى هذه الصورة الكريمة فيما يلي:
أولا: نظرته إلى المدرسة.
ثانيا: معاملته مع إدارة المدرسة.
ثالثا: سلوكه مع الزملاء.
ثم بعد ذلك الناحية العلمية وتشمل على:
أ- قوة المادة.
ب- طريقة التدريس:
1- ما أجمل نظرته إلى المدرسة إنه ينظر إلى مدرسته على أنها محراب مقدس محراب العلم والمعرفة، إنها بستان وارف الظلال طيب الثمار، إنها جنة مباركة ثمارها العلم والعرفان، والنور والإيمان، والروح والريحان، فسعد بمدرسته وسعدت به مدرسته.