بينما نرى في الجانب الآخر يحرم الظلم "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي فلا تظالموا"، "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله" حتى ولو كان كافرا في ذمة المسلمين فيحرم الإسلام دمه وماله، "من قتل معاهدا لم يرح رائحته الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما" (أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم) عن ابن عمر "من قتل عصفورا بغير حق سأله الله عنه يوم القيامة"، "عذبت امرأة هرة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار فلا هي أطعمتها ولا سقتها حين حبستها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض" فلا يجيز الإسلام الظلم بداية من الإنسان ونهاية بالطيور والحيوانات التي لا يؤبه لها، فهذه هي الحضارة الراقية التي يحتمى في ظلها آمنا في كنفها حتى من يعاديها، والعصفور يقتل بغير حق يعتبر صاحبه مسئولا عنه يوم القيامة، وسجن هرة حتى تموت يعذب من سجنها بالنار والإحسان يمتد من الإنسان إلى كل ذي كبد رطبة وكل ذي عرق ينبض بالحياة فأين الحضارة المادية التي قامت على أساس الكفر والإلحاد وعلى الجشع والطمع فتسحق شعوبا وأمما لتستأثر بثرواتها وتبتز خيراتها بعد أن تسلخها من مقومات حياتها الدينية والخلقية والاجتماعية ثم تتجاهل كل ما ترتكبه من جرائم فظيعة ووحشية شنيعة وترمي الإسلام بالتأخر والرجعية وبالظلم والوحشية (رمتني بدائها وانسلت) .