الإحسان
بقلم الشيخ ربيع بن هادي
المدرس بالمعهد الثانوي بالجامعة
يستهدف الإسلام أن يطبع حياة المسلمين بالطابع الجميل أن يسود الحياة الإسلامية وأن يجللها جو من الإحسان الشامل بكل أبعاده وآفاقه.
أن يعم الإحسان كل عمل وكل تصرف وكل قول على كل المستويات الفردية والجماعية وعلى مستوى الدولة والأمة في علاقة الفرد بخالقه وأسرته والمجتمع الذي يعيش فيه وعلاقة الأمة بالفرد وعلاقة الدولة بالأفراد والجماعات في العلاقة بالله.
فالمسلم حينما يؤدي حقا من حقوق الله في أي مجال من المجالات لا سيما مجالات العبادة فليؤدها وهو يتمثل فيها رؤية الله كأنما يرى الله ويشاهده، وإذا لم يصل إلى هذا المستوى فليستشعر أن الله يراه، وهذا الشعور أو ذاك سيدفعانه إلى إجادة العمل الذي يؤديه وإحسانه وإتقانه، والأمة الإسلامية بكاملها عليها أن تستشعر هذا الشعور "أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك".
وفي علاقة المرء بأسرته ومجتمعه عليه أن تقوم معاملته إياهم وترتكز على أساس الإحسان {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} .
فلو أن الأمة الإسلامية أبقت هذه التعاليم في حياتها، وكل فرد في الأمة الإسلامية عمل على تنفيذ هذا المبدأ مبدأ الإحسان وجعل أسرته نقطة انطلاق لهذا الإحسان –بعد إحسانه في عبادة الله- الإحسان بمعناه الشامل في القول والعمل وبالمال والجهد لكانت مضرب الأمثال في السعادة والرقى والسيادة.