- وأمّا الاستدلال الرابع على انتفاء الولد لله تعالى فهو ما جاء في خاتمة الآية بقوله تعالى: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} إذ إنّ هذه الخاتمة استئناف مقرر لمضمون ما قبلها من الدلائل القاطعة ببطلان مقالتهم الشنعاء التي اجترءوا عليها بغير علم، وبيان الاستدلال ههنا أن علمه تعالى بكل شيء ذاتي له، ولا يعلم كل شيء إلاّ الخالق لكل شيء، ولو كان له ولد لكان هو أعلم به ولهدى العقول إليه بآيات الوحي ودلائل العلم، ولكنه عزّ وجلّ كذّب الذين خرقوا له بنين وبنات بوحيه المؤيد بدلائل العقل (?) .

المبحث الرابع

في آية سورة يونس - عليه السلام:

قال الله تعالى: {قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ} (?) .

مطلب: في بيان التسبيح وصلته بما قبله وبما بعده:

لمّا أخبر الله -عزّ وجلّ- عن قول مشركي العرب (?) باتخاذ (?) الله ولداً نزه ذاته العلية عمّا قالوا فقال: {سُبْحَانَهُ} ، ثم برهن عن ذلك بثلاثة براهين على ما يلي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015