كانت الحاجة ماسة إلى نشر التعليم بصورة شمولية ودقيقة، يشير إلى ذلك الواقع الذي عاشه الناس في أواخر العهد التركي والهاشمي، فما أن أهلّ العهد السعودي الزاهر على الحجاز وكافة مناطق المملكة إلا واشرأبت الأعناق متعطشة إلى مناهل العلم بمنهجيته المتوازنة ومجانيته وشموليته، وكانت هذه العمد الثلاث أخذت تتجلى في كامل صورها منذ أن تسلم زمام وزارة المعارف خادم الحرمين الشريفين الملك فهد حفظه الله.
وتشير المراجع إلى أن الوزارة كانت في اتجاه متسارع نحو فتح المدارس إذا توفر العدد الكافي من التلاميذ أو يمكن نقلهم إلى أقرب موقع تفتتح فيه مدرسة، لقد كان فتح المدارس ونشر التعليم هاجس المسئولين "قد بلغ عدد المدارس الابتدائية عام 1376هـ أي في العام الرابع من إنشاء وزارة المعارف (518) مدرسة تحتوي على (2574) فصلا يدرس فيها (79274) تلميذاً، ويقوم بالتدريس فيها (3085) معلما".
وفي فترة من الفترات وضعت ضوابط لافتتاح المدارس بمختلف المراحل التعلميية، ومن ذلك ما قاله الملك فهد عام 1376هـ: "نه قد تقرر افتتاح مدرسة ثانوية في كل بلدة يتخرج من مدرستها الابتدائية خمسة عشر طالبا، هذا عدا اعتزامنا تأسيس عدد من المدارس الثانوية الكبيرة في المناطق الهامة..".
وفي مجال التطور الكمي للتعليم خلال الفترة التي كان فيها خادم الحرمين الشريفين وزيرا للمعارف ونأخذ المرحلة الابتدائية فقط كمثال، يلاحظ:
- أن عدد المدارس الابتدائية كانت (600) مدرسة عام 1379/1380هـ بزيادة قدرها (294) مدرسة، عن عام 1372هـ، أي بزيادة قدرها 96% أي أن عدد المدارس تضاعف خلال تلك الفترة.
- بلغ عدد فصول المرحلة الابتدائية (3710) فصلا عام1379/1380هـ بزيادة قدرها (2413) فصلا خلال سبع سنوات بنسبة قدرها 186% أي أن عدد الفصول تضاعف حوالي 3 مرات.