ونشهد من بعض الناس إسرافاً واضحاً في ولائم الزواج وتباهياً وتفاخراً غير محمود وهذا أيضاً مخالف لهدي النبي –صلى الله عليه وسلم- وسنته، ويعود هذا الإسراف وغلاء المهور على الأفراد والمجتمعات بمشاكل وسلبيات كثيرة، أهمها: كثرة العوانس في البيوت، وتأخر سن الزواج بين الشباب، فقد أثبت عبد الرب نواب الدين في دراسة له: أن 92% من البنين و 69% من البنات يرون أن غلاء المهور سبب قوي ومباشر من أسباب العنوسة وتأخر سن الزواج، واستنتج أن هذه النسبة العالية تدل على أن غلاء المهور مشكلة قائمة في المجتمع، وهي مشكلة مستفحلة يعاني منها قطاع كبير جداً من الشباب، وأنها السبب الأول والمباشر لظاهرة العنوسة أو تأخر سن الزواج، أو العزوف عن الزواج من ذوي المهور الغالية والتكاليف العالية! واللجوء من ثمّ إلى الخارج للزواج من ذوات المهور اليسيرة والمؤونة السهلة [63] .

سابعاً: رعاية النبي –صلى الله عليه وسلم- لبناته بعد الزواج:

يختلف الناس في النظر إلى علاقة البنت بوالديها بعد الزواج: فمنهم من يرى أنه يجب على الأبوين أن يتركوا البنت وشأنها بعد الزواج لدرجة أن علاقتهم بها شبه مقطوعة فلا تزاور من طرف الأهل، بزعمهم أن هذا أدعى لسعادتها الزوجية واستمرار العلاقة بينها وبين زوجها وأهله.

وفي المقابل نجد أن هناك من الأسر من يتدخل في حياة ابنتهم بشكل مباشر فيتطلعون إلى معرفة كل صغيرة وكبيرة في حياة ابنتهم، ولهذا التدخل سلبياته التي تؤدي إلى إفساد الحياة الزوجية، لدرجة قد تصل إلى الطلاق! فما هو الهدي النبوي في هذا الجانب من حياة البنات؟.

كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يزور بناته بعد الزواج ويدخل عليهن الفرح والسرور، فقد زار النبي –صلى الله عليه وسلم- فاطمة –رضي الله عنها– بعد زواجها ودعا لها ولزوجها بأن يعيذهما الله وذريتهما من الشيطان الرجيم [64] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015