على أن الشيخ النووي رضي الله عنه وأرضاه كان مثالا طيبا للعلماء العارفين بجلال الله فقد عاش رحمه الله للعلم ومن أجل العلم وأخذ عنه الكثير من العلماء الأعلام وترك ميراثا عظيما في العلم والتأليف ومن ذلك الكتب الآتية: شرح صحيح مسلم ورياض الصالحين والأذكار والأربعين والتبيان والمنهاج والروضة والفتاوى والإيضاح والإيجاز وتحرير ألفاظ التنبيه وطبقات الفقهاء وتهذيب الأسماء واللغات ومختصر أسد الغابة وكتب كثيرة موجودة في مقدمة كتاب رياض الصالحين، وعاش رحمه الله ورعا زاهدا مع التقوى والقناعة والورع والمراقبة لله تعالى في السر والعلانية. وكان يواجه الملوك والأمراء بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويكتب إليهم الرسائل ناصحا بالعدل في الرعية ومنع الظلم ورد الحقوق إلى أربابها.
قال أبو العباس بن فرج: "كان الشيخ النووي قد صارت إليه ثلاث مراتب كل مرتبة منها لو كانت لشخص شدت إليه الرحال: المرتبة الأولى: العلم والثانية: الزهد والثالثة: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
هذه لمحات عن كتاب رياض الصالحين وهو منبع صاف جميل المكارم والأخلاق التي تصور المثل العليا في أكمل صورها، ثم تعرضنا لقبس من سيرة هذا الإمام المبارك الشيخ النووي رضي الله عنه وأرضاه رجاء أن ننتفع بسيرته ونقتدي به، صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه.