فعن سليمان بن يسار: انتهى عمر إلى قوم يقرئ بعضهم بعضاً فلما رأوا عمر سكتوا فقال: ما كنتم تراجعون، فقلنا: كنا نقرئ بعضنا بعضاً، فقال: أقرءوا ولا تلحنوا (?) .

وكان أبو جعفر (?) القارئ يقول: من فقه الرجل عرفانه اللحن (?) .

ينقسم اللحن إلى قسمين:

لحن جلي: أي ظاهر.

وخفي: أي مستتر. (?)

ولكل واحد منهما حدّ يخصه، وحقيقة بها يمتاز عن صاحبه.

القسم الأول: اللحن الجلي:

وهو خلل يطرأ على الألفاظ فيخل بعرف القراءة سواء أخل بالمعنى أم لم يخل، وهذا النوع من اللحن قد يكون في بنية الكلمة وحروفها التي تتركب منها، بأن يبدل القارئ منها حرفاً بآخر، فيبدل الضاد ظاء، والذال زاياً، والثاء سيناً، والغين خاءً، ونحو ذلك.

وقد يكون في حركات الكلمة سواءً كان ذلك في أولها أو في وسطها، أم في آخرها.

فيجعل الفتحة كسرة، أو الضمة فتحة، أو إحدى هذه الحركات سكوناً، أو نحو ذلك، سواء ترتب على هذا الخطأ تغير في المعنى كضم التاء أو كسرها من نحو: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} [الفاتحة:7] ونحو: {لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ} [النساء:77] .

أو فتحها أو كسرها من نحو: {مَا قُلْتُ لَهُمْ} [المائدة:117] .

أم لم يترتب عليه تغير في المعنى كضم الهاء من قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [الفاتحة:2] و {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة:20] .

وهذا النوع من اللحن حرام شرعاً باتفاق المسلمين، معاقب عليه فاعله إن تعمده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015