وصلني، كتابكم المكرم، الذي هو غاية مرادي، والذي ابتهج به قلبي، سرني غاية السرور، وقد أخذته بعين القبول، وهذا الذي يجعلني أزداد حباً لكم ووثوقاً بكم، وهذا الذي أرجوا أن يكون دائماً منكم لي، ولأمثالي بالنصيحة، وأن الله يجعل القبول مني، وممن ولاة الله أمر المسلمين، بذلك أني أقول: رب إني ظلمت نفسي فأغفر لي، فما عملته من عمل موافق لكتاب الله فهو من الله، وما عملته مخالفاً لأوامر الله فهو مني ومن الشيطان واستغفر الله، وبحول الله وقوته سترون إن شاء الله - مايسركم في أمر يعلي الله به كلمته، ويزيل الله به كل أمر يخالف أوامره بحوله وقوته، وإني لاأزال رهين فضلكم، ونصائحكم الثمينة وأرجو من الله أن يحيينا على ملة الإسلام، ويقيم بنا أوامره ويرسل الله فضله وكرمه - والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته" [31] .
على هذا المنوال، كانت العلاقة بين العلماء والملك الإمام عبد العزيز -رحمه الله- حيث أصبح، ذلك نهجاً ثابتاً للملك الإمام وأبنائه البررة من بعده، وهكذا ندرك مدى عناية الملك الإمام بحشد ما تطاله قدرته من وسائل الوحدة لإنجاح طلبته، وإدراك غايته، بيد أنه حرص على إضفاء روح الشريعة وآدابها على وسائله، فجاءت في قالب من الكمال الحقيقي والسمو الأدبي، حيث اصطبغت بالأساليب المؤثرة والطرائق النافعة.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] المصدر السابق ص301.
[2] الوجيز ص 48.
[3] المتوكل على الودود عبد العزيز آل سعود ص295.
[4] أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح العمراني والديني في جزيرة العرب للفقي ص1-11.
[5] السعوديون والحل الإسلامي لجلال كشك ص 587-588.
[6] جريدة أم القرى العدد 333 عام 1349هـ.
[7] الوجيز ص330.
[8] الوجيز ص330.
[9] سورة الحج آية 41.
[10] شبه الجزيرة للزركلي ج1 ص354.