وقد أنجز ما وعد وحقق – بفضل الله تعالى – ما جاهد من أجله وجد وقال على الملأ مبيناً نهجه الذي يسير عليه في تطبيق الشريعة "إن كتاب الله ديننا، ومرجعنا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دليلنا، وفيها كل ما نحتاجه من خير ورشاد، ونحن من جانبنا سنحرص إن شاء الله كل الحرص على إقامته واتباعه، وتحكيمه في كل أمر من الأمور" [32] .
وبهذا النهج القويم انطلق الملك الإمام مسترشداً بشرع الله وتطبيقه نحو تأليف الأمة، وضم أقاليم الجزيرة بعضها إلى بعض معلناً ومؤكداً في كل مرة، هدفه وغايته من ذلك. ففي سنة 1343هـ قال قبل خروجه إلى الحجاز "إني مسافر إلى مكة لا للتسلط عليها بل لرفع المظالم والمغارم التي أرهقت كاهل عباد الله، إني مسافر إلى حرم الله لبسط أحكام الشريعة، وتأييدها فلن يكون هناك بعد اليوم سلطان إلا الشرع" [33] ولا يجد الناظر تأويلاً لهذا الاهتمام الكبير من قبل الملك الإمام بتطبيق الشريعة سوى الإيمان الجازم بأحقيتها في الحكم، ويقينه الراسخ بدورها العظيم في الإصلاح، ولم شعث الشعب الممزق، ووحدته الضائعة، وقد تكللت جهوده المباركة بإقامة دولة الإيمان والوحدة (المملكة العربية السعودية) وأعلن في النظام الأساسي للحكم أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي والوحيد للمملكة فقد ورد فيه ما نصه "جميع أحكام المملكة تكون منطبقة على كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح" [34] فاقترن القول بالعمل في ثنائية لا تعرف الانفصام في حياة الملك الإمام وتمثل منهجه، في تطبيق الشريعة في مسلك إيماني عميق، وصدق حين قال –رحمه الله-: "دستوري، وقانوني، وشعاري، دين محمد صلى الله عليه وسلم فإما حياة سعيدة، وإما موتة سعيدة" [35] فحقق الله مرامه وقامت دولة التوحيد والشريعة على يد الملك الإمام عبد العزيز – رحمه الله – مهابة الجانب، متماسكة الجوانب، جددت الدين، ورفعت لواء الدعوة إلى الله، ومدت يد العون إلى عموم