4 – لم يعهد من سياسة أسرة الملك الإمام – رحمه الله – الانحياز إلى فئة دون أخرى، أو تأليب بعضها على بعض، مما حفظ لهم مصداقية، ونزاهة أمام الأمة (فلا يكاد أمير سعودي، يظهر حتى يتسابقوا في تأييده ونصرته، ويتراكضوا إلى بيعته والانظواء تحت رايته لا يتعانون مع غيره، ولا ينقادون مع سواه، مادام ذلك في مقدورهم وفي حيز استطاعتهم ومرد ذلك ما عرفوه بالتجارب الكثيرة المتتالية عبر التاريخ، وعبر الأيام من زائد الإخلاص في محبتهم، واهتمام بشؤونهم وحرص على إقامة العدل بينهم [16] ، وباشر الجميع تحت حكمهم العمل بتفان وإخلاص في محيط تحفظ فيه الحقوق، وتصان الحرمات، وتتكافأ فيه الفرص أمام الجميع كل على قدر أمانته وكفاءته، فهم أبعد الناس عن التحزب والوقوع في براثن العنصرية والفئوية والقبلية، ومن هنا كان حكمهم بلسماً شافياً، ودواء كافياً ورحمة وسلام، وبهذه المعطيات الراسخة تمثلت أمام الملك الإمام عبد العزيز – رحمه الله – بارقة أمل لا ينقطع في العودة إلى الوطن، ولم شعثه، ورتق فتقه، يؤازره في ذلك رجال صالحون من آل بيته، وعموم علماء الدعوة وفي مقدمتهم أسرة آل الشيخ المباركة الطيبة، وغالب رجالات العرب العرباء وأبطالهم النجباء – رحم الله الجميع رحمة واسعة – وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
الفصل الأول
أسس منهج الملك الإمام عبد العزيز – رحمه الله – في تحقيق الوحدة ونبذ الفرقة