ومنذ ذلك الحين وللبيت العتيق حرمته،وللكعبة المشرفة قدسيتها، وعلى مر العصور الإسلامية كان الملوك والسلاطين في البلاد الإسلامية يتسابقون إلى العناية بالكعبة المشرفة من خلال إرسال الكسوة في كل عام أثناء موسم الحج.
وقد اهتم الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ بصنع كسوة للكعبة المشرفة بعدما امتنعت الحكومة المصرية في سنة 1343 هـ عن إرسال الكسوة مع المحمل المصري كما هو متبع من السابق في كل عام، وإظهاراً لتعظيم البيت الحرام، وحرصا على العناية بالكعبة المشرفة، وتلافيا لتكرار امتناع الحكومة المصرية من إرسال الكسوة قرر الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ إنشاء وبناء مصنع لكسوة الكعبة المشرفة في مدينة مكة المكرمة، وقبل اكتمال بناء مصنع الكسوة امتنعت الحكومة المصرية عن إرسال كسوة الكعبة للمرة الثالثة، مما اضطر الملك عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ إلى استنفار كل من في مكة المكرمة من عمال نسيج، وخياطين ومطرزين وخطاطين، فأنكب هؤلاء جميعاً في العمل ليلا ونهاراً، حتى استطاعوا خلال سبعة أيام بلياليها من إنتاج الكسوة التي وضعت على الكعبة المشرفة في 10ذي الحجة 1346 هـ، وحملت هذه الكسوة لأول مرة عبارة… (صنعت بمكة المكرمة بأمر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود) .
ومنذ ذلك الوقت أصبحت كسوة الكعبة ـ ولله الحمد والمنة ـ تنتج في المصنع الخاص بها في مكة المكرمة، وأصبح هذا المصنع من الإنجازات السعودية المباركة الجليلة التي أمر بها الملك عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ ضمن اهتمامه وعنايته بقبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم.
(9) العناية بالأوقاف العامة