سبق وأن تطرقت من خلال التعليقات السابقة في ثنايا هذا البحث للأثر العظيم الذي تركه الجانب الديني في حياة الملك عبد العزيز وألقى بظلاله الوارفة على توحيد هذا الكيان الشامخ، وذلك عندما تحدثت عن الجانب الديني في أقواله وشخصيته الدينية وأفعاله وأعماله العظيمة وعلاقته بالعلم وتقديره للعلماء وطبعه للكتب الدينية ونشرها في الداخل والخارج، ومواقفه السياسية من خلال اتصالاته ورسائله وإدراكه لدور المملكة ومركزها الديني والسياسي والاقتصادي.

من هذا المنطلق يتضح لنا أن الملك عبد العزيز ـ رحمه الله ـ كان مؤمناً بالله تعالى، مخلصاً لدينه وأمته، صادقاً فيما يقول ويفعل، وكان ذا ثقافة إسلامية عريقة وعميقة ومتنوعة، ولذا علم أن الغاية العظمى من وجود الإنسان في هذه الأرض هي عبادة الله وحده لا شريك له، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} ، فالتزم منهجاً واضحاً متكاملاً هو منهج شريعة الإسلام، والاعتصام بحبل الدين الإسلامي الحنيف، وتطبيق الشريعة الإسلامية، ولا شك أن رجلاً هذه سيرته وهذا منهجه وتلك قيمه وأخلاقه وشيمه، كان حرياً أن يُوفق من عندالله ـ تعالى ـ وتذلّل أمامه الصعاب، ويُمكَّن له في الأرض، ومن هنا نجح ـ بتوفيق الله ـ في توحيد أجزاء الجزيرة وضم بعضها إلى بعض تحت راية التوحيد وحكم الشريعة، فمن كانت نيته خالصة لله ـ تعالى ـ صادقة في تحقيق الآمال التي غايتها إلى الله ـ تعالى ـ فسوف يكون التوفيق والنصر حليفه في كل شيء، فمن اعتمد على الله وتوكل عليه بعقيدة راسخة ومنهج سليم وإيمان صادق فسيمُنّ الله عليه بالنصر والتأييد.

يقول الله ـ تعالى ـ في محكم كتابه العزيز: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} .

ـ {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015