والتعبير يعني في قوله (عزة) لإفادة استغراقهم في التكبر والخلاف. (كم) :خبرية للتكثير، وهي مفعول بأهلكنا دين. (قرن) : تمييز والفاء في (فنادوا) : للسببية. (ولات) : الواو للحال ولات هي لا المشبهة بليس عند سيبويه زيدت عليها التاء لتأكيد معناها، وعند الأخفش هي لا النافية للجنس تعمل عمل إن وزيدت عليها التاء.
و (حين) : بالنصب خبر لات عند سيبويه واسمها محذوف تقديره ولات الحين حين مناص، وعند الأخفش (حين) اسم لات وخبرها محذوف تقديره لهم، ومن قرأ بضم النون فهي اسم لات على مذهب سيبويه والخبر محذوف، وعند الأخفش هي مبتدأ والخبر محذوف لأن مذهبه أنه إذا ارتفع ما بعدها فعلى الابتداء،
وأما قراءة كسر النون فقد قال أبو حيان: الذي ظهر لي في تخريج هذه القراءة الشاذة أن الجر على إضمار (من) كأنه قيل: ولات من حين مناص. كما قالوا: لا رجل جزاه الله خيرا, يريدون لا من رجل، ويكون موضع من حين مناص رفعا على أنه اسم لات على مذهب سيبويه والخبر محذوف. وعند الأخفش على أنه مبتدأ والخبر وحذوف.
المعنى الإجمالي:
هذا تحد لكم يا أرباب الفصاحة، وأمراء البيان، وأساطين البلاغة، تعجزون عن محاكاته، والإتيان بمثله، مع أنه منظوم من مثل ما تنظمون منه كلامكم، وأقسم بكلامي المنزل على محمد رسولي، الذي فيه شرفكم وشرف العرب أجمعين، إن القرآن لحق وإن محمدا لمن المرسلين، ولم يطعن هؤلاء الكفرة الجاحدون في القرآن لعيب لمسوه منه أو لخلل وجدوه فيه، والخلل بأنفسهم وهو استغراقهم في التكبر عن الحق أو غفلتهم عنه ومجا نبتهم لداعي الخير، فليعلم هؤلاء الجاحدون أنهم بهذه المشاقة يعرضون أنفسهم لعقابنا ولونزل بهم ما استطاعوا فرارا. لقد أردنا تدمير كثير من الأمم الماضية قبل قريش لما شاقوا الرسل، وأرسلنا عليهم العذاب فلما عاينوه استغاثوا طالبين المنجى والفرار، والحال والشأن أنه ليس الوقت وقت فرار وطلب للتجاة.
ما ترشد إليه الآيات: